تعترض سعادة الزوجين وهناءهما لا يخفى ما فيه من تبعات وأعباء جسام ، لا بد وأن يتحملها الزوج في سبيل الغرض الاسمي من الزواج ، فيقول الرسول في معرض التأكيد والحث على إكرامها والتغاضي عن هفواتها المرأة خلقت من ضلع أعوج فان ذهبت تقيمه كسرته ويقول الله سبحانه : (وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً).
ومع كل هذه العناية والحيطة التي اتخذها الإسلام لاستقرار الحياة الزوجية وازدهارها ، فقد جاء الإسلام بعلاج تأديبي للمرأة ان بدا منها نشوز أو تمرد عليه مع قيامه برعايتها والإحسان إليها ، وأباح له ان يقف منها موقف المربي الحكيم كي ترجع الى صوابها ، فان لم يغنه التوجيه والإرشاد رخص له الإسلام في ضربها بقدر الحاجة ، فإن أطاعت واستقامت سيرتها معه ، عاد الى حسن صنيعه بها. قال سبحانه : (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً).
لقد تعرضت هذه الآية للعلاج الذي ينبغي استعماله مع الزوجة إذا بدا منها تقصير بواجبها وتمرد على زوجها مع قيامه بالمفروض عليه من حقها. وليست المراتب الثلاثة التي نصت عليها الآية ، إلا لارجاعها الى الطريق القويم الذي كانت عليه أولا ، فإن رجعت بالموعظة ليس له ان يعالج نشوزها بالهجر أو الضرب ، حتى إذا لم تغنه عظتها سلك الطريق الثاني. وهكذا حين تعود حياتهما الى سابق عهدها من الهدوء والاستقرار. وكما أرشد القرآن الكريم الى العلاج الذي ينبغي للزوج ان يستعمله مع زوجته أرشدنا ايضا الى ما يجب على الزوجة ان تقوم به إذا بدا من الزوج نشوز أو ظهر لها فتور في مودته ، فعليها في مثل هذه