الحالة إن تحاول إصلاحه وإرجاعه إلى سابق عهده معها ، بما أوتيت من لطف وكياسة وتتغاضى عن شيء من حقوقها ، والى ذلك تشير الآية الكريمة :
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً)(١).
كما جاء في تفسيرها عن جماعة من الصحابة والتابعين (٢) ، أما إذا لم تجد هذه المحاولات مع كل من الزوجين وبقيا على خلافهما ونفورهما ، فليس لأحدهما أن يتعدى ، ما رسمه القرآن ، باستعمال الأساليب التي قد تؤدي الى اليأس من عودة الحياة الزوجية إلى سابق عهدها الزاهر ، بل يعود الأمر في هذا الحال إلى أولياء الزوجين ليعالجا ما حصل بينهما من خلاف وشقاق ، وعلى ذلك تنص الآية الكريمة : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً)(٣).
ولا بد في الحكمين أن يكونا صالحين بعيدين عن الهوى والغرض ليعملا بإخلاص وتجرد ، في العودة بالحياة الزوجية الى ما كانت عليه ، وقد جاء في تفسيرها عن ابن عباس رحمهالله (٤) ان الله أمر أن يبعثوا رجلا صالحا من أهله ورجلا صالحا من أهلها فينظران أيهما المسيء. فإن كان الرجل المسيء حجبوا عنه امرأته وقصروه على النفقة ، وإن
__________________
(١) سورة النساء الآية ١٢٨.
(٢) مجمع البيان جلد ٢ صفحة ١٢٠.
(٣) سورة النساء الآية ٣٥.
(٤) مجمع البيان نفس المصدر.