الكبير ...) وقال الشيخ (ناصيف اليازجي) يوصي ولده : (إذا شئتَ أن تفوق أقرانك في العلم والأدب ، وصناعة الإنشاء ، فعليك بحفظ القرآن ونهج البلاغة) ، ويقول الأستاذ الكبير (جورج جرداق) : (مَنْ تتبع سِيَر العظماء الحقيقين في التاريخ لا فرق بين شرقيٍّ منهم أو غربيٍّ ، ولا قديم ولا مُحْدَث ، أدركَ ظاهرة لا تخفى ، وهي أنهم على اختلاف ميادينهم الفكرية وعلى تباين مذاهبهم في موضوعات النشاط الذهني أدباء موهوبون على تفاوتٍ في القوة والضعف ... هذه الحقيقة تتركز جلية واضحة في شخصية علي بن أبي طالب ، فإذا هو الإمام في الأدب ، كما هو الإمام في ما أثبت من حقوقٍ ، وفي ما عَلَّمَ وهدى ، رآيته في ذلك (نهج البلاغة) الذي يقوم في أُسُسِ البلاغة العربية في ما يلي القرآن من أُسس ...) فهذه الكلمات القيمة وغيرها نراها تقرن نهج البلاغة بالقرآن الكريم ، وهذه حقيقة ناصعة لا تخفى على كل مُنصِفٍ ... ولكن العجب كل العجب من أولئك الذين يحاولون التشكيك في هذا الكتاب لا شيء سوى أنه تصدى لإظهار الحقيقة كما هي ...
لذا تصدى سماحة السيد (هبة الدين الحسيني الشهرستاني) في إحدى صولاته في الدفاع عن الإسلام وتراثه في مؤلَّفه (ما هو نهج البلاغة) ليرد تلك الشبه والافتراءات ... فكان عملاً كبيراً في بابه ...
ومركز إحياء تراث السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني يَسُرُّها أنْ ترى هذا المجهود الذي قامت به الثلة الطيبة في قسم الشؤون الفكرية في العتبة العلوية المقدسة وبالتعاون مع العلامة الجليل السيد (عبد الستار الحسني) لإخراج هذا الكتاب بحُلِّتِهِ الجديدة الملحقة ببعض