تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
يعدُّ كتاب (نهج البلاغة) من أهم الكتب التي حفظت للمكتبة الإسلامية مكانتها العالية في مجال العلم والأدب والتراث ، فقد حوى هذا السِفْرُ الخالد كلامَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام الذي تغذى من مدرسة خاتم النبيين والمرسلين ص فكانت كلماته توحي إلى ذلك الأصل العظيم الذي مصدره الوحي الإلهي المبين ...
ومَنْ تتبع تلك الخُطَب والكلمات ، والوصايا والمواعظ لنهج البلاغة لتجسَّدَتْ هذه الكلمات الصادقة بحقائق معهودة لا يدانيها أدنى ريب ... ولذا رأينا اهتمام المفكرين والأدباء ـ من المسلمين وغيرهم ـ من المُطَّلعين على بلاغة لغة العرب وأسرارها بهذا الكتاب منذ قرونٍ عدة لما يحويه من الوحي الاصدق والإيمان البليغ ...
ومن تلك الكلمات التي وردت فيه ما قاله المستر (كربنكو) أستاذ الآداب العربية في كلية (عليكَره) الهندية عندما سُئل عن إعجاز القرآن الكريم ، فقال : (إنَّ للقرآن أخاً صغيراً يسمى نهج البلاغة ، فهل في إمكان أحدٍ أن يأتي بمثل هذا الأخ الصغير ، حتى يسوغ لنا البحث عن الأخ