ومثله لأفلاذ أكبادنا كنزاً من الحكمة أو جنَّة باقية وجُنَّةً واقية تقيهم في مزالق الإنشاء وتملكهم مقاليد البلاغة في البيان. والبيان من أهم عوامل الحياة ، ولِمَ لا نصغي لِنِداءِ مرشدنا الروحي الذي يخاطبنا من صميم ضمير الحر بداعية الهداية ، وما هو ـ لو أنصفناه ـ إلإ أستاذ الكل في الكل يلقن العالم نتائج المعارف العالية ويلقي دروسه على صفوف من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بلهجة من لغة الضاد رقت وراقت فلا يوجد أجمل منها حسناً وبهاء.
أما بعد : فهذه رسالة مختصرة كتبتها في جواب أولئك المُهَرَّجين الذين لا يهمهم إلا تشويه الحقائق وصرفها عن وجوها الواقعة ـ ولو كان ذلك غير ممكن ـ يحلو لهؤلاء أن يزيفوا كل كلام يدعو إلى خير البشرية والتقدم الإنساني ولكن هيهات أن يتوصلوا إلى ما يرومون أو يجدوا ما يحبون.
إن هذا المجهود المتواضع ليس إلا رداً على تلك الشكوك والتقولات التي حامت حول كتاب نهج البلاغة ولا أعلم مدى توفيقي فيما أردت.
هبة الدين الحسيني
بغداد ١٣٨٠ هـ ١٩٦١ م
|
|