وكان الشريف الرضي قد تلمذ على هذا الشيخ من عهد صباه وألف شيخه هذا كتاباً في المناقب اسماه الإرشاد تواترت نسبته إليه تجد فيه كثيراً من خطب الإمام عليه السلام ومن جملتها الخطبة الشقشقية أوردها في الصحيفة ٥ قائلاً : وروى جماعة من أهل النقل من طرق مختلفة عن ابن عباس قال : كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام بالرحبة فذكرت الخلافَةُ وتقديم من تقدم عليه فتنفس الصعداء ثم قال : أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة ... الخ.
ولا يجوز اقتباس الشيخ المفيد هذه الخطبة من نهج البلاغة ونقلها إلى كتابه ؛ لأن الرضي لا يُمَهِّدُ للخُطْبَةِ إسْناداً بل يقول : (ومن خطبة له وهي المعروفة بالشقشقية : أما والله لقد تقمصها) إلى آخر الخطبة في حين أن شيخه المفيد يمهد لها قصة وإسناداً.
زد على ذلك أن العادة تقضي بنقل التلامذة عن شيوخهم لا الشيوخ عن تلامذتهم ، ويدلك على أن شقشقية المفيد غير منقولة عن نهج البلاغة الاختلاف بينهما في بعض الألفاظ والجمل.
والنتيجة أنفرد الشريف الرضي في نقله عن مصدر له ؛ وأنفرد شيخه المفيد في نقله عن مصدر آخر ، وأنفرد الوزير في نقله عن مصدر ثالث. نعم إنَّ جوهر المعاني والمقاصد واحد في الجميع.