سنة ٦٠٣ هـ قال قرأت على الشيخ أبي عبد الله بن أحمد المعروف بابن خشاب هذه الخطبة ... إلى أن قال : فقلت له : أتقول أنها منحولة؟ فقال : لا والله وإني أعلم أنها كلامه عليهالسلام كما اعلم أنك مصدق. قال : فقلت : له ان كثيراً من الناس يقولون أنها من كلام الرضي؟ فقال : أنَّى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب؟ قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة أعرفها وأعرف خطوط من هي من العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أو أبو أحمد والد الرضي. قال ابن أبي الحديد : قلت ووجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي (١) إمام البغداديين من المعتزلة ؛ وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة. ووجدت أيضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر بن قبة (٢) أحد متكلمي الإمامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب الإنصاف : وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي موجوداً) (٣)
__________________
(١) عبد الله بن أحمد بن محمود ، أبو القاسم البلخي ، من متكلمي المعتزلة البغداديين ، صنف في الكلام كتبا كثيرة ، وأقام ببغداد مدة طويلة ، وانتشرت بها كتبه ، ثم عاد إلى بلخ فأقام بها ، توفي ببلخ سنة . تاريخ الخطيب البغدادي : ج ٩ / ٣٩٢.
(٢) محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي ، أبو جعفر ، متکلم ، عظيم القدر ، له كتاب الإنصاف في الإمامة وكتاب الرد على الزيدية وكتاب المسألة المفردة في الإمامة وغيرها ، توفي في الري. رجال النجاشي : ٥.
() شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١ / ٢٠٥.