الرضي أو يستغرب كثرتها.
وقد نشر أبو عبيد القاسم بن سلام (١) المتوفى سنة ٢٢٤ هـ في غريبه وابن قتيبة عبد الله بن مسلم المروزي (٢) المتوفى سنة ٢٧٦ هـ في كتابه غريب الحديث وفي غيره وكثير من المؤلفين في عهد التابعين شذرات من المأثور من أمير المؤمنين عليهالسلام في أبواب المواعظ والحكم والدعاء وغيرها.
قال ابن أبي الحديد في أواخر شرحه لنهج البلاغة ما لفظه : (وأنا الآن أذكر من كلامه الغريب ـ يعني أمير المؤمنين عليهالسلام ـ ما لم يورده أبو عبيد ولا ابن قتيبة في كلامهما وأشرحه أيضاً) (٣).
أما الجامعون لخطب الإمام عليهالسلام من الأقدمين فمنهم :
١. زيد بن وهب المتوفى سنة ٩٦ هـ ، قال شيخنا النوري في خاتمة مستدركه على الوسائل ص ٨٠٥ نقلاً عن الشيخ الطوسي أبي جعفر محمد بن الحسن المتوفى سنة ٤٦٠ هـ قال : إن لزيد بن وهب كتاب خطب أمیر المؤمنين عليه السلام على المنابر في الجمع والأعياد.
__________________
(١) القاسم بن سلام المكنى أبا عبيد من الأعلام المشهورين ، له كتاب غريب القرآن وكتاب غريب الحديث وغيرهما ، ولي القضاء بطرطوس ثماني عشرة سنة ، توفي في مكة بعد فراغه من الحج سنة ٢٢٤ هـ.
(٢) أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري المروزي المعروف بابن قتيبة ، من أكابر علماء العامة ، وكان قاضياً بالدينور فنسب إليها ، له المعارف في التاريخ وكتاب أدب الكاتب وكتاب الإمامة والسياسة وغيرها توفي سنة ٢٧٦ هـ. الكنى والألقاب : ج / ٣٨٥.
ولا علاقة له بقتيبة بن مسلم الباهلي القائد في أيام الأمويين فهذا عربي ، وابن قتيبة فارسي الأصل وقد وَهِمَ بعض الأساطين في نسبته إليه لتشابه الأسماء لذا نبهتُ عليه (السَيَّد الحَسَنيّ).
(٣) شرح نهج البلاغة : ج / ١٤٠.