فقال : «إنّ الله عزوجل بعث محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الناس أجمعين رسولا وحجّة على جميع خلقه في أرضه ، فمن آمن بالله وبمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول الله ، واتّبعه وصدّقه ، فإنّ معرفة الإمام منّا واجبة» (١).
ولم يعذر أحد في ترك معرفتهم ؛ كما ورد عن الفضيل أنّه قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «... ولا يعذر الناس حتّى يعرفوا إمامهم ، ومن مات وهو عارف لإمامة ، لا يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّره ، ومن مات عارفا لإمامه ، كان كمن هو مع القائم عليهالسلام في فسطاطه» (٢).
وقد حكم فيمن مات من دون معرفة إمامه ؛ بأنّه مات ميتة جاهليّة وكفر وضلال ونفاق.
كما في صحيحة أبي العلاء ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من مات ليس له إمام مات ميتة جاهليّة»؟ قال : نعم ، إلى أن قال : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة ، ميته كفر؟ فقال عليهالسلام : «لا ميتة ضلال» (٣).
وفي صحيحة محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام : «والله يا محمّد! من أصبح من هذه الأمّة ، لا إمام له من الله عزوجل ، ظاهر عادل ، أصبح ضالّا تائها ، وإن مات على هذه الحالة ، مات ميتة كفر ونفاق» (٤).
وقد اشترط قبول العمل بولايتهم ، بحيث لا يقبل الله من أحد عملا قليلا كان أو كثيرا ، إلّا بعد قبول ولايتهم ؛ كما عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) ، قال : «نحن والله الأسماء الحسنى ، الّتي لا يقبل الله من العباد
__________________
(١) الكافي ١ : ١٨٠ / ٣.
(٢) المحاسن ١ : ٢٥٤ / ٨٦ ؛ بحار الأنوار ٢٣ : ٧٨ / ٦.
(٣) المحاسن ١ : ٢٥٢ / ٨١ ؛ بحار الأنوار ٢٣ : ٧٦ / ٣.
(٤) المحاسن ١ : ١٧٦ / ٥٧ ؛ الكافي ١ : ١٨٣ / ٨ ؛ بحار الأنوار ٢٣ : ٨٦ / ٢٩.