تنبيه
في جواب سؤال وهو أنّه قد ذكر في عدد الأسماء منه ما كان بصيغة الأفعال مع فاعلها ، ولا ريب انّها ليست إسما بل جملة كما هو مقرّر في علم العربية ، وذكر ما هو بصيغة المصدر كالفوز ولا ريب ان المصدر غير من له المصدر فإن الفائز غير المفوز.
وقد ذكرنا ما هو بصيغة الجار والمجرور كما ذكر في قوله تعالى : (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ولا ريب ان الجار المجرور ليس باسم.
قلت : قد تقدّم في الخطبة من الإشارة إلى إن الفعل وفاعله يشتق منه اسم فاعل يكون إسما حينئذ وذكرنا شاهدا له الحديث ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
١٦١٦ / ١ ـ وأيضا : روى معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) ، قال : «نحن أولئك الشافعون» (١).
١٦١٧ / ٢ ـ وعن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) ، قال : «نحن والله المأذون لهم يوم القيامة ، والقائلون صوابا» (٢).
وغير ذلك من الآيات توجد في هذا الكتاب.
وأمّا المصدر كالفوز فإنّه يدلّ على اسم فاعل فإن من له الفوز فاسمه الفائز ضرورة من له مبدء الإشتقاق اتّصف بالمشتق فهو اسم لمن له المصدر.
وأمّا الجار والمجرور ممّا ذكرت فإن الجار متعلّق بمحذوف تقديره كاين في جنّات النعيم ، كما هو مقرّر في علم العربية ولا ريب إن ذلك اسم وقس على
__________________
(١) المحاسن : ١ : ٢٩٣ / ١٨٦ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١٣٩ / ٤٥٠.
(٢) المحاسن ١ : ٢٩٣ / ١٨٥ ؛ تأويل الآيات ٢ : ٧٦٠ / ٨.