الفائدة الاولى
في سبب الاسقاط لاخفاء أسماء أمير المؤمنين
الأئمّة عليهمالسلام في القرآن
١٦٠٣ / ١ ـ روى الشيخ أحمد بن عليّ الطبرسي في كتاب (الاحتجاج) ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام في جواب سائل سأله عن بعض آيات القرآن خفى معناها على السائل ، فقال له : «وأمّا ما كان من الخطاب بالانفراد مرّة وبالجمع مرّة وهو من صفة الباري جلّ ذكره ، فإنّ الله تبارك وتعالى اسمه على ما وصف به نفسه بالانفراد والوحدانيّة ، هو النور الأزلي القديم ، الذي ليس كمثله شيء ، لا يتغيّر ، ويحكم ما يشاء ويختار ، ولا معقّب لحكمه ، ولا رادّ لقضائه ، ولا ما خلق زاد في ملكه وعزّة ، ولا نقص منه ما لم يخلقه ، وإنّما أراد بالخلق إظاهر قدرته ، وإبداء سلطانه ، وتبيين براهين حكمته ، فخلق ما شاء كما شاء ، وأجرى فعل بعض الأشياء على أيدي من اصطفى من أمنائه ، فكان فعلهم فعله ، وأمرهم أمره ، كما قال : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ)(١).
وجعل السماء والأرض وعاء لمن شاء من خلقه ، ليميز الخبيث من الطيّب ،
__________________
(١) النساء ٤ : ٨٠.