فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «جاءكم أهل اليمن يبسّون بسيسا» فلمّا دخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «قوم رقيقة قلوبهم ، راسخ إيمانهم ، ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيّي ، حمائل سيوفهم المسك».
فقالوا : يا رسول الله ، ومن وصيّك؟ فقال : «هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عزوجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(١)».
فقالوا : يا رسول الله ، بيّن لنا ما هذا الحبل؟ فقال : «هو قول الله تعالى : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)(٢) فالحبل من الله كتابه ، والحبل من الناس وصيّي».
فقالوا : يا رسول الله ، من وصيّك؟ فقال : «هو الذي أنزل الله فيه : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)(٣)».
فقالوا : يا رسول الله ، وما جنب الله هذا؟ فقال : «هو الذي يقول الله فيه :
__________________
ـ ملازمة ولده الحسن عليهالسلام ثم إلى أخيه الحسين عليهالسلام ، وكانت تربطه به علاقة خاصّة منذ الصغر ، وكان أوّل زائر بعد استشهاده ثم صحب ولده السجّاد عليهالسلام ، وأدرك ولده الباقر عليهالسلام ، وهكذا حظي بصحبة خمسة من الأئمّة عليهمالسلام ، لذلك عدّه ابن عقدة من المنقطعين إلى أهل البيت عليهمالسلام ، وكان من الأربعة الذين انتهى إليهم علم الأئمّة عليهمالسلام.
اختلفوا في سنة وفاته ، إلّا أنّهم أجمعوا على أنّه آخر من مات من الصحابة في المدينة بعد أن فق بصره.
الاستيعاب ١ : ٢١٩ / ٢٨٦ ؛ الإصابة ١ : ٢١٣ / ١٠٢٦ ؛ رجال الطوسي : ١٢ / ٣ و ٣٧ / ٣ و ٦٦ / ١ و ٧٢ / ١ و ٨٥ / ١ و ١١١ / ١ ؛ الخلاصة : ٣٤ / ١ ؛ معجم رجال الحديث ٤ : ١١ / ٢٠١٨.
(١) آل عمران ٣ : ١٠٣.
(٢) آل عمران ٣ : ١١٢.
(٣) الزمر ٣٩ : ٥٦.