عزوجل أنزل في سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) فقام سلمان ، فقال : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد ، وهم شهداء على الناس ، الذين اجتباهم الله ، وما جعل عليهم في الدين من حرج ، ملّة أبيهم إبراهيم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا : أنا ، وأخي عليّ ، وأحد عشر من ولد عليّ»؟ فقالوا : نعم ـ اللهم ـ سمعنا ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
٧٤٦ / ٤٨ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره : في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) إلى قوله : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) فهذه خاصّة لآل محمّد عليهمالسلام.
قال : وقوله : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) يعنى يكون على آل محمّد (وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) أي آل محمّد يكونوا شهداء على الناس بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : عيسى بن مريم : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)(٢) يعني الشهيد (وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(٣) وأنّ الله جعل على هذه الامّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شهداء من أهل بيته وعترته ما كان في الدنيا منهم أحد ، فإذا فنوا هلك أهل الأرض. قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «جعل الله النجوم أمانا لأهل السماء ، وجعل أهل بيتي أمانا لأهل
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس : ١٥١.
(٢) المائدة ٥ : ١١٧.
(٣) المائدة ٥ : ١١٧.