عليه مرة بعد أخرى. والعود : البعير الذي يعاود السفر عليه. ومنه قول امرىء القيس (١) :
على لا حب لا يهتدي بمناره |
|
إذا سافه العود النّباطيّ جرجرا |
وما أحسن قول الآخر : [من المنسرح]
كلّ بنات المخاض راتعة |
|
والعود في رحله وفي قتبه |
ولا يبالي بضنك مضجعه |
|
من راحة العالمين في تعبه |
ويقال : ناقة عودة وعودتان وعودة نحو هرّ وهررة. والعادة : اسم لتكرير الفعل أو الانفعال حتى يسهل تعاطيه فيصير كالطّبع. ومن ثمّ قيل : العادة طبع خامس ، والعادة طبيعة ثانية. والعيد ما يعاود مرة بعد أخرى. ومنه قوله تعالى : (تَكُونُ لَنا عِيداً)(٢) أي وقت سرور. وأصله من ذوات الواو ، تصغيره عييد ، وجمعه أعياد ، وكان قياسه عويد وأعواد لزوال الموجب للقلب. وإنما أبقوه على حاله فرقا بينه وبين عود الحطب تصغيرا وتكسيرا. وخصّ العيد في شريعتنا بيوم فطرنا ويوم نحرنا. قيل : ولما كان يوم العيد في شريعتنا وقت سرور ، كما نبّه عليه الصلاة والسّلام عليه بقوله : «أيام أكل وشرب و [بعال]» (٣) ، صار ذلك اسما (٤) لكلّ وقت فيه مسرّة. والعيد أيضا : كلّ حالة تعاود الإنسان.
والعائدة : تطلق على كلّ نفع يرجع إلى الإنسان منه شيء. وقوله تعالى : (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ)(٥) وقد تقدّم أنه مكة. أو المعاد قال الراغب (٦) : والصحيح ما أشار إليه أمير المؤمنين وذكره عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ إنّ ذلك [إشارة إلى] الجنة التي خلقه فيها بالقوّة في ظهر آدم صلوات الله وسلامه عليه وأظهره من حيث قال : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)(٧).
__________________
(١) الديوان : ٦٧. اللاحب : الطريق الواضح الذي لحبته الحوافر ، أي أثرت فيه. العود : الجمل المسنّ. جرجر : رغا وضج.
(٢) ١١٤ / المائدة : ٥.
(٣) النهاية : ١ / ١٤١ ، والإضافة من النهاية ومن م. البعال : النكاح.
(٤) في ح : اسم ، وفي س : وقت ، والتصويب من م.
(٥) ٨٥ / القصص : ٢٨.
(٦) المفردات : ٣٥٢ ، والإضافة منه.
(٧) ١٧٢ / الأعراف : ٧.