ف ت ح :
قوله تعالى : (ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ)(١) أي يحكم ويقضي ، وعن ابن عباس : «ما كنت أدري ما معنى الفتّاح حتى اختصم إليّ أعرابيان فقال أحدهما : افتح بيننا» (٢) وهي الفتاحة : أي الحكومة ؛ وعليه قول الشاعر (٣) : [من الوافر]
وإني عن فتاحتكم غنيّ
الفتاحة بالضم (٤).
قوله : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ)(٥) أي احكم ، وإنّما قيل للقاضي : فتّاح لأنه ينصر المظلوم (٦).
والفتح : النصر ، كقوله تعالى : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ)(٧) وقوله : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا)(٨). وقيل لأنه يفتح ما أغلق على غيره من الأحكام.
قوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً)(٩) أي قضينا قضاء محكما. وعنى به صلح الحديبية. وقيل : فتح مكة ، والمعنى : فتحا ظاهرا بركته ، فإنّه من حينئذ كثر الإسلام واتسع نطاقه.
__________________
(١) ٢٦ / سبأ : ٣٤.
(٢) وفي النهاية (٣ / ٤٠٧) رواية أخرى للحديث.
(٣) عجز للأشعر الجعفي كما في اللسان (مادة ـ فتح). وصدره :
ألا من مبلغ عمرا رسولا
(٤) ويذكر الراغب : وبالفتح.
(٥) ٨٩ / الأعراف : ٧.
(٦) ولأنه يفتح مواضع الحق.
(٧) ١٩ / الأنفال : ٨.
(٨) ٨٩ / البقرة : ٢.
(٩) ١ / الفتح : ٤٨.