لمروان : «وأنت فضض» (١) أي قطعة.
وفضض الماء : نشره ، وهو ما ينتشر منه عند التطهّر به ، وفي حديث عمر : «حتى انقطعنا من فضض الحصى» (٢) أي ما تفرّق منه. والفضيض والفضض : أول ما يطلع من الطّلع ، والفضفاض : الدرع الواسع. وفي حديث سطيح وشعره : / [من الرجز]
أبيض فضفاض الرداء والبدن
وهذا كناية عن سعة صدره وعظم بدنه. وقال العباس رضي الله عنه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني امتدحتك. فقال : إذا لا يفضض الله فاك» (٣) أي لا يفرّق أسنانك.
وفضضت ختم الكتاب : إذا كسرته. وانفضّت أوصاله : تفرّقت ، وأنشد لذي الرمّة (٤) : [من البسيط]
تعتادني زفرات حين أذكرها |
|
تكاد تنفضّ منهنّ الحيازيم |
وافتضّ الماء : صبّه. والفضيض : هو الماء السائل ، وفي الحديث : «كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ، ثم لبست شرّ ثيابها ، حتى تمرّ بها سنة ثم تؤتى بدابة ، شاة أو طائر فتفتضّ بها ، فقلما تفتضّ بشيء إلا مات» (٥). قال القتيبيّ : سألت الحجازيين عن الافتضاض فذكروا أن المعتدّة كانت لا تغتسل ولا تمسّ ماء ولا تقلّم ظفرا حتى تخرج بعد الحول بأقبح منظر ، ثم تفتضّ ، أي تكسر ما هي فيه من العدّة بطائر تمسح به قبلها وتنبذه فلا يكاد يعيش. وقد رواه الشافعيّ فتقضي ؛ بالقاف والضّاد والياء آخر الحروف ، كذا قال الأزهريّ. قلت : ومعنى الحرف : السقوط ، وفيض السنّ : سقوطها من أصلها ، وأنشد لأبي ذؤيب (٦) : [من الطويل]
فراق كفيض السّنّ فالصّبر إنّه |
|
لكلّ أناس عثرة وجبور |
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٤٥٤.
(٢) النهاية : ٣ / ٤٥٤.
(٣) النهاية : ٣ / ٤٥٣.
(٤) الديوان : ١ / ٣٨١ ، وفيه الرواية بالقاف «تنقض». ورواية اللسان والتاج تؤيد ما أثبتناه ، ورواية محاضرات الأدباء للراغب «تنقد».
(٥) النهاية : ٣ / ٤٥٤.
(٦) ديوان الهذليين : ١ / ١٣٨ ، والرواية فيه «كقيص» بالصاد.