وقدّام بمعنى أمام عكس خلف وتصغيرها قديدمة ، ودخول الهاء فيها شاذ ولذلك يصغرون وراء وريّئة ، حسبما بينّا ذلك في كتب النحو.
ق د و :
قوله تعالى : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ)(١) الاقتداء : الاتباع ، ومنه الاقتداء بإمام الصلاة ، وذلك أن يتّبع أفعاله فلا يتقدّم عليه ولا يتأخر عنه ولا يزيد عليه ولا ينقص عنه.
والقدوة والقدوة اسم للاقتداء ، كالأسوة والإسوة. وفي الحديث : «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» (٢) أي أنّهم على الحقّ. وقال طرفة بن العبد (٣) : [من الطويل]
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه |
|
فكلّ قرين بالمقارن يقتدي |
والهاء في «اقتده» قيل : هاء السكت ولذلك حذفها بعض القراء وصلا وهو القياس (٤) : وقيل : هي ضمير المصدر ، ولنا في هذا الحرف كلام متّسع أتقنّاه في «الدّرّ» و «العقد» فعليك بهما (٥).
__________________
(١) ٩٠ / الأنعام : ٦.
(٢) كنوز الحقائق ، ورقة : ٩.
(٣) الديوان : ٦١ ، البيت الأخير.
(٤) وقرىء بالياء «اقتدي» لابن محيصن (مختصر الشواذ : ٣٨).
(٥) من مواضع اجتلاب هاء السكت أن يكون الفعل المعلّ بحذف آخره سواء كان الحذف للجزم أو لأجل البناء. والهاء في ذلك كله جائزة لا واجبة ، إلا أن يكون الفعل قد بقي على حرف واحد كالأمر من وعي يعي فإنك تقول : «عه» (أوضح المسالك : ٣ / ٢٩٢).