زمان مستقبل. فالقطّ فعل بمعنى مفعول ، كالذّبح والرّعي ، وقيل : القطّ هو الكتاب والصحيفة ، وهو اسم المكتوب ، كما يسمى الكلام كتابا وإن لم يكن مكتوبا ، وقال أبو عبيدة : القط : الحساب ، وفي حديث زيد وابن عمر : «كانا لا يريان ببيع القطوط بأسا إذا خرجت مكتوبة» (١) قال الأزهريّ : القطوط هنا : الجوائز والأرزاق ؛ سميت قطوطا لأنها كانت تخرج مكتوبة في رقاع وصكاك مقطوعة.
و «قط» بمعنى حسب ، وينوّن فيقال : قط قط ، ومنه الحديث : «في جهنّم حتى تقول قط قط» (٢) ويروى قط قط ويروى قطي قطي ، وقطني قطني بنون الوقاية وعدمها ، وأنشد (٣) : [من الرجز]
امتلأ الحوض وقال : قطني |
|
مهلا رويدا قد ملأت بطني |
وذلك لأنّ حسبا بمعنى الكفاية ففيها قطع عن الغير.
وأصل القطّ للمقطوع عرضا / كما أنّ القدّ للمقطوع طولا ، وقد تقدّم. ومنه حديث عليّ رضي الله عنه : «كان إذا علا قدّ وإذا توسّط قطّ» (٤) تقول : إذا علا قرنه بالسّيف قدّه بنصفين طولا كما يقدّ السّير فإذا أصاب وسطه قطعه عرضا وأبانه.
وقطّ السّعر : غلا لأنه قطع الأشياء لغلاء سعرها (٥). وقيل : عنى بقوله «قطّنا» أي نصيبنا من العذاب. يشير لقولهم : (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً)(٦). وقيل : نصيبنا ممّا ذكرت في الجنة ، قالوا ذلك استهزاء منهم وتهكّما.
__________________
(١) النهاية : ٤ / ٨١.
(٢) النهاية : ٤ / ٧٨.
(٣) الرجز مذكور في اللسان والجوهري ، وفي شرح القاموس : سلا رويدا.
(٤) النهاية : ٤ / ٨١.
(٥) قال شمر : «قطّ السعر إذا غلا» ، خطأ عندي إنما هو بمعنى فتر. وقال الأزهري : وهم شمر فيما قال. وروي عن الفراء أنه قال : حطّ السعر حطوطا .. إذا فتر (اللسان ـ مادة قطط). (٦) ٣٢ / الأنفال : ٨.