قوله : (أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ)(١) أي كسبكم أو الذي كسبتموه ، وفي الحديث : «أنه سئل : أيّ الكسب أفضل؟ فقال : عمل الرجل بيده» (٢) ومنه الحديث المتقدّم أيضا : «إنّ أطيب ما أكل المرء من كسبه» الحديث. وقد ورد في الكتاب العزيز استعمال الكسب في الصالح والسيىء وكذلك الاكتساب ؛ فمن ورود الكسب في الصالح قوله تعالى : (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)(٣) ومن وروده في السيّيء : (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً)(٤)(كَسَبُوا السَّيِّئاتِ)(٥)(أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ)(٦). قوله : (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ)(٧) شامل للأمرين جميعا ، ومن ورود الاكتساب في الصالح قوله : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)(٨). ومن وروده في غيره قوله تعالى : (وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ)(٩) وقد تقدّم ما في ذلك.
ك س ف :
قوله تعالى : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً)(١٠) الكسف جمع كسفة ، وهي القطعة التي تسقطها علينا قطعا. وأصله من قولهم : كسفت الثوب أكسفه كسفا أي قطعته قطعا ، حكاه أبو زيد.
وكسفت عرقوب البعير ، وإنّما يقال كسحت لا غير. والكسفة : القطعة من السحاب والقطن ونحوهما من الأجسام المتخلخلة.
__________________
(١) ٢٦٧ / البقرة : ٢.
(٢) المفردات : ٤٣٠.
(٣) ١٥٨ / الأنعام : ٦.
(٤) ٨١ / البقرة : ٢.
(٥) ٢٧ / يونس : ١٠.
(٦) ٧٠ / الأنعام : ٦.
(٧) ٢٨١ / البقرة : ٢.
(٨) ٣٢ / النساء : ٤.
(٩) ٢٨٦ / البقرة : ٢.
(١٠) ٩٢ / الإسراء : ١٧.