أشار إليه في الآيتين وهما : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ)(١) ، وقوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ)(٢). فقد تحقّق معنى التكوير وهو معنى الإيلاج ، ثم بعده يكون الانسلاخ فيحدث من ذلك الزيادة والنقصان.
وطعنه وكوّره : إذا ألقاه مجتمعا.
والكور ـ بالضم ـ رحل الجمل ، وبالفتح الزيادة ، ومنه الحديث : «أعوذ بك من الجور بعد الكور» (٣) قيل : من النقصان بعد الزيادة. وكوّارة النّخل معروفة لإدخال بعضها في بعض والتصاقه. وكلّ مصر كورة ، وهو الموضع الذي به قرى ومحال ، وذلك لحصول الاجتماع.
ك ون :
قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)(٤) كان هنا بمعنى لم يزل ، وأصلها للدلالة على اقتران مضمون الجملة بالزمن الماضي نحو : كان زيد عالما ، معناه أنه اتصف بالعلم فيما مضى دلالة لها على الانقطاع ؛ فإذا قلت : كان زيد قائما ليس فيه دلالة على أنه الآن قائم ، وهو أحد الجوابين عن قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ونحوه. وترد بمعنى صار ، وأنشد (٥) : [من الطويل]
بتيهاء قفر والمطيّ كأنّها |
|
قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها |
أي صارت ، ومثله قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ)(٦) أي صرتم ، وترد زائدة باطراد ، وهو إذا كانت بلفظ المضيّ حشوا كقولهم ما ـ كان ـ أعلمه ، وشذّ قوله (٧) : [من الرجز]
__________________
(١) ٦١ / الحج : ٢٢.
(٢) ٣٧ / يس : ٣٦.
(٣) النهاية : ٤ / ٢٠٨.
(٤) ٩٦ / النساء : ٤ ، وغيرها.
(٥) البيت لابن أحمر الباهلي (شعره : ١١٩).
(٦) ١١٠ / آل عمران : ٣.
(٧) رجز مشطور ينسب إلى أم عقيل بنت أبي طالب (أوضح المسالك : ١ / ١٨٠).