ملك وعرمان ومزاهر وعرضان» قيل : العرضان : جمع عريض وهو ابن سنة من المعز. وقيل : جمع عرض وهو الوادي الكثير النخل والشجر. ومنه : أعراض المدينة لقراها في الوادي خاصّة فيها النخيل. وفي الحديث : «فمن اتّقى الشّبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه» (١) أي احتاط لنفسه. فهذا ظاهر في النّفس كما قال ابن قتيبة. وفي حديث ابن عمر : «وأضرب العروض» (٢) العروض من الإبل ما أخذ يمينا وشمالا ولا يلزم محجّة واحدة. والعروض : العلم المعروف استنبطه الخليل بن أحمد. وقال ذو البجادين يخاطب ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٣) : [من الرجز]
تعرّضي مدارجا وسومي |
|
تعرّض الجوزاء للنّجوم |
أي خذي يمنة ويسرة وتنكّبي الثّنايا الغلاظ. يقال : تعرّض في الجبل : إذا أخذ في عروض منه أي ناحية ، فاحتاج أن يأخذ يمينا وشمالا. وإنما قال : «تعرض الجوزاء» لأنها تسير على جنب وليست بمستقيمة ، بل تعارض النجوم معارضة. وفي حديث عديّ «إني أرمي بالمعراض» (٤) هو سهم بلا نصل ولا ريش ويصيب بعرض عوده. وفي الحديث : «ولكم العارض» (٥) هي التي أصابها كسر ؛ عرضت الناقة والشاة : أصابها ذلك. وأنشد (٦) : [من الطويل].
إذا عرضت منها كهاة سمينة |
|
فلا تهد منها واتّشق وتجبجب |
وبنو فلان يأكلون العوارض ، أي التي أصابها مرض وكسر ؛ يصفونهم بالبخل. وقال عليه الصلاة والسّلام لعديّ لمّا تأوّل قول الله عزوجل : (الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٢٠٩.
(٢) النهاية : ٣ / ٢١٣ ، وفيه : وفي حديث عمر وذكر سياسته.
(٣) هو عبد الله ذو البجادين المزني ، وكان دليل النبي صلىاللهعليهوسلم. وسمي ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إلى النبي صلىاللهعليهوسلم قطعت له أمه بجادا باثنين فأتزر بواحد وارتدى بآخر. والرجز يخاطب به الناقة (اللسان ـ مادة عرض).
(٤) صحيح مسلم ، الصيد : ١.
(٥) النهاية : ٣ / ٢١١.
(٦) البيت من شواهد اللسان ـ مادة عرض.