(وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (٦) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (٧)
على الرّسل وناصبوهم ، وهم عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم (مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد قوم نوح (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ) من هذه الأمم التي هي قوم نوح والأحزاب (بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) ليتمكنوا منه فيقتلوه. والأخيذ : الأسير (وَجادَلُوا بِالْباطِلِ) بالكفر (لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ) ليبطلوا به الإيمان (فَأَخَذْتُهُمْ) مظهر مكي وحفص ، يعني أنهم قصدوا أخذه فجعلت جزاءهم على إرادة أخذ الرسل أن أخذتهم فعاقبتهم (فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) وبالياء يعقوب. أي فإنكم تمرون على بلادهم فتعاينون أثر ذلك ، وهذا تقرير فيه معنى التعجب (١).
٦ ـ (وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) كلمات ربّك مدني وشامي (أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ) في محلّ الرفع بدل من كلمة ربّك ، أي مثل ذلك الوجوب وجب على الكفرة كونهم من أصحاب النار ، ومعناه كما وجب إهلاكهم في الدنيا بالعذاب المستأصل كذلك وجب إهلاكهم بعذاب النار في الآخرة ، أو في محلّ النصب بحذف لام التعليل وإيصال الفعل والذين كفروا قريش ، ومعناه كما وجب إهلاك الأمم كذلك وجب إهلاك هؤلاء ؛ لأنّ علة واحدة تجمعهم أنهم من أصحاب النار ، ويلزم الوقف على النار ، لأنه لو وصل لصار :
٧ ـ (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ) يعني حاملي العرش والحافين حوله وهم الكروبيون سادة الملائكة صفة لأصحاب النار وفساده ظاهر.
روي أنّ حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش ، وهم خشوع لا يرفعون طرفهم ، وفي الحديث : (إن الله تعالى أمر جميع الملائكة أن يغدوا ويروحوا بالسلام على حملة العرش تفضيلا لهم على سائر الملائكة) (٢) وقيل : حول العرش سبعون ألف صفّ من الملائكة يطوفون به مهلّلين مكبّرين ومن ورائهم سبعون ألف صفّ (٣) قيام يهلّلون ويكبّرون ومن ورائهم مائة ألف صف قد وضعوا الإيمان على الشمائل ما منهم أحد إلّا وهو يسبّح بما لا يسبّح به الآخر (يُسَبِّحُونَ) خبر
__________________
(١) في (ظ) و (ز) التعجيب.
(٢) قال ابن حجر : لم أجده.
(٣) زاد في (ز) : من الملائكة قيام قد وضعوا أيديهم على عواتقهم.