(وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (٤٧) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (٤٨) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (٤٩) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)(٥٠)
بها يقال : عرض الإمام الأسارى على السيف إذا قتلهم به (غُدُوًّا وَعَشِيًّا) أي في هذين الوقتين يعذّبون بالنار ، وفيما بين ذلك إمّا أن يعذّبوا بجنس آخر أو ينفّس عنهم ، ويجوز أن يكون غدوّا وعشيا عبارة عن الدوام هذا في الدنيا (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) يقال لخزنة جهنم (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ) من الإدخال مدني وحمزة وعليّ وحفص وخلف ويعقوب ، وغيرهم أدخلوا أي يقال لهم ادخلوا يا آل فرعون (أَشَدَّ الْعَذابِ) أي عذاب جهنم ، وهذه الآية دليل على عذاب القبر.
٤٧ ـ (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ) واذكر وقت تخاصمهم (فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) يعني الرؤساء (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) تبّاعا كخدم في جمع خادم (فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ) دافعون (عَنَّا نَصِيباً) جزءا (مِنَ النَّارِ).
٤٨ ـ (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها) التنوين عوض من المضاف إليه أي إنا كلّنا فيها لا يغني أحد عن أحد (إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ) قضى بينهم بأن أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
٤٩ ـ (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ) للقوّام بتعذيب أهلها وإنما لم يقل لخزنتها لأنّ في ذكر جهنم تهويلا وتفظيعا ، ويحتمل أنّ جهنم هي أبعد النار قعرا من قولهم بئر جهنّام بعيدة القعر ، وفيها أعتى الكفار وأطغاهم ، فلعلّ الملائكة الموكلين بعذاب أولئك أجوب دعوة لزيادة قربهم من الله تعالى فلهذا تعمّدهم أهل النار بطلب الدعوة منهم (ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً) قدر يوم من الدنيا (مِنَ الْعَذابِ).
٥٠ ـ (قالُوا) أي الخزنة توبيخا لهم بعد مدة طويلة (أَوَلَمْ تَكُ) أي أولم تك قصة ، وقوله (تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ) تفسير للقصة (بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات (قالُوا) أي الكفار (بَلى قالُوا) أي الخزنة تهكما بهم (فَادْعُوا) أنتم ولا استجابة لدعائكم (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) بطلان ، وهو من قول الله تعالى ، ويحتمل أن يكون من كلام الخزنة.