(بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (١٥) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (١٦) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (١٨) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ)(١٩)
المعنى يعضده ما يتلوه من ذكر إنكارهم البعث.
١٢ ـ (بَلْ عَجِبْتَ) من تكذيبهم إياك (وَيَسْخَرُونَ) هم منك ومن تعجّبك ، أو عجبت من إنكارهم البعث وهم يسخرون من أمر البعث ، بل عجبت حمزة وعليّ أي استعظمت ، والعجب روعة تعتري الإنسان عند استعظام الشيء ، فجرّد لمعنى الاستعظام في حقّه تعالى ، لأنه لا يجوز عليه الروعة ، أو معناه قل يا محمد بل عجبت.
١٣ ـ (وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ) ودأبهم أنهم إذا وعظوا بشيء لا يتّعظون به.
١٤ ـ (وَإِذا رَأَوْا آيَةً) معجزة كانشقاق القمر ونحوه (يَسْتَسْخِرُونَ) يستدعي بعضهم من بعض (١) أن يسخر منها ، أو يبالغون في السخرية.
١٥ ـ (وَقالُوا إِنْ هذا) ما هذا (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) ظاهر.
١٦ ـ (أَإِذا) استفهام إنكار (مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) أي انبعث إذا كنا ترابا وعظاما.
١٧ ـ (أَوَآباؤُنَا) معطوف على محل إن واسمها ، أو على الضمير في مبعوثون ، المعنى أيبعث أيضا آباؤنا على زيادة الاستبعاد ، يعنون أنهم أقدم فبعثهم أبعد وأبطل ، أو آباؤنا بسكون الواو مدني وشامي أي أيبعث واحد منا على المبالغة في الإنكار (الْأَوَّلُونَ) الأقدمون.
١٨ ـ (قُلْ نَعَمْ) تبعثون. نعم عليّ ، وهما لغتان (وَأَنْتُمْ داخِرُونَ) صاغرون.
١٩ ـ (فَإِنَّما هِيَ) جواب شرط مقدر تقديره إذا كان كذلك فما هي إلّا (زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) وهي لا ترجع إلى شيء إنما هي مبهمة موضحها خبرها ، ويجوز فإنما البعثة زجرة واحدة وهي النفخة الثانية ، والزجرة الصيحة من قولك زجر الراعي الإبل أو الغنم إذا صاح عليها (فَإِذا هُمْ) أحياء بصراء (يَنْظُرُونَ) إلى سوء أعمالهم ، أو ينتظرون ما يحلّ بهم.
__________________
(١) في (ظ) و (ز) بعضهم بعضا.