(وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣) مُدْهَامَّتَانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٥) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٧) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١) حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (٧٣)
وقيل : ما جزاء من قال لا إله إلا الله إلا الجنة ، وعن إبراهيم الخواص (١) فيه : هل جزاء الإسلام إلا دار السلام (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٦٢ ـ ٦٣ ـ (وَمِنْ دُونِهِما) ومن دون تينك الجنتين الموعودتين للمقربين (جَنَّتانِ) لمن دونهم من أصحاب اليمين (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٦٤ ـ ٦٥ ـ (مُدْهامَّتانِ) سوداوان من شدة الخضرة ، قال الخليل : الدّهمة السواد (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٦٦ ـ ٦٧ ـ (فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ) فوارتان بالماء لا تنقطعان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٦٨ ـ ٦٩ ـ (فِيهِما فاكِهَةٌ) ألوان الفواكه (وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) والرمان والتمر ليسا من الفواكه عند أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه للعطف ، ولأن التمر فاكهة وطعام (٢) والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكّه ، وهما قالا إنما عطفا على الفاكهة لفضلهما كأنهما جنسان آخران لما لهما من المزيّة ، كقوله : (وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) (٣) (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٧٠ ـ ٧١ ـ (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) أي خيّرات فخفّفت ، وقرىء خيّرات على الأصل ، والمعنى فاضلات الأخلاق حسان الخلق (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٧٢ ـ ٧٣ ـ (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) أي مخدّرات ، يقال امرأة قصيرة وقصورة (٤) ومقصورة أي مخدّرة ، قيل الخيام من الدّرّ المجوّف (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
__________________
(١) إبراهيم الخواص : هو إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل ، أبو إسحاق الخواص ، صوفي ، كان أوحد المشايخ في وقته ، من أقران الجنيد توفي عام ٢٩١ ه (الأعلام ١ / ٢٨).
(٢) في (ظ) و (ز) وغذاء.
(٣) البقرة ، ٢ / ٩٨.
(٤) ليس في (ز) وقصورة.