(فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٤) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ) (٥)
بها من جماع ، أو لمس بشهوة ، أو نظر إلى فرجها بشهوة (ذلِكُمْ) الحكم (تُوعَظُونَ بِهِ) لأنّ الحكم بالكفارة دليل على ارتكاب الجناية ، فيجب أن تتعظوا بهذا الحكم حتى لا تعودوا إلى الظّهار وتخافوا عقاب الله عليه (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) والظهار أن يقول الرجل لامرأته أنت عليّ كظهر أمي ، وإذا وضع موضع أنت عضوا منها يعبّر به عن الجملة ، أو مكان الظهر عضوا آخر يحرم النظر إليه من الأم كالبطن والفخذ ، أو مكان الأمّ ذات رحم محرم منه بنسب أو رضاع أو صهر أو جماع نحو أن يقول أنت عليّ كظهر أختي من الرضاع أو عمتي من النسب أو امرأة ابني أو أبي أو أم امرأتي أو ابنتها فهو مظاهر ، وإذا امتنع المظاهر من الكفارة للمرأة أن ترافعه وعلى القاضي أن يجبره على أن يكفّر وأن يحبسه ، ولا شيء من الكفارات يجبر عليه ويحبس إلا كفارة الظهار لأنه يضرّ بها في ترك التكفير والامتناع من الاستمتاع ، فإن مسّ قبل أن يكفّر استغفر الله ولا يعود حتى يكفّر وإن أعتق بعض الرقبة ثم مسّ عليه أن يستأنف عند أبي حنيفة رضي الله عنه.
٤ ـ (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) الرقبة (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ) فعليه صيام شهرين (مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ) الصيام (فَإِطْعامُ) فعليه إطعام (سِتِّينَ مِسْكِيناً) لكلّ مسكين نصف صاع من بر ، أو صاع من غيره ، ويجب تقديمه (١) على المسيس ، ولكن لا يستأنف إن جامع في خلال الإطعام (ذلِكَ) البيان والتعليم للأحكام (لِتُؤْمِنُوا) لتصدّقوا (بِاللهِ وَرَسُولِهِ) في العمل بشرائعه التي شرعها من الظهار وغيره ، ورفض ما كنتم عليه في جاهليتكم (وَتِلْكَ) أي الأحكام التي وصفنا في الظهار والكفارة (حُدُودُ اللهِ) التي لا يجوز تعدّيها (وَلِلْكافِرِينَ) الذين لا يتبعونها (عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم.
٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) يعادون ويشاقّون (كُبِتُوا) أخزوا وأهلكوا (كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من أعداء الرسل (وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ) تدلّ على صدق الرسول وصحة ما جاء به (وَلِلْكافِرِينَ) بهذه الآيات (عَذابٌ مُهِينٌ) يذهب بعزّهم وكبرهم.
__________________
(١) في (ظ) و (ز) يجب أن يقدمه.