من الإيمان ، على أنه في نفسه روح لحياة القلوب به. وعن الثوري أنه قال : كانوا يرون أنها نزلت فيمن يصحب السلطان. وعن عبد العزيز بن أبي رواد (١) أنه لقيه المنصور فلما عرفه هرب منه وتلاها. وقال سهل : من صحح إيمانه وأخلص توحيده فإنه لا يأنس بمبتدع ولا يجالسه ويظهر له من نفسه العداوة ، ومن داهن مبتدعا سلبه الله حلاوة السنن ، ومن أجاب مبتدعا لطلب عزّ الدنيا أو غناها أذله الله بذلك العزّ وأفقره بذلك الغنى ، ومن ضحك إلى مبتدع نزع الله نور الإيمان من قبله ومن لم يصدّق فليجرب (وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) بتوحيدهم الخالص وطاعتهم (وَرَضُوا عَنْهُ) بثوابه الجسيم في الآخرة أو بما قضى عليهم في الدنيا (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ) أنصار حقّه ودعاة خلقه (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الباقون في النعيم المقيم ، الفائزون بكلّ محبوب ، الآمنون من كلّ مرهوب (٢).
__________________
(١) عبد العزيز بن أبي رواد ، أبو عبد الرحمن حدث عن عدة من كبار التابعين وأعلامهم منهم عطاء وعكرمة ونافع وصدقة بن يسار والضحاك وغيرهم عاش إلى زمن المنصور ت ١٥٨ ه ـ (حلية الأولياء ٨ / ١٩١).
(٢) زاد في (ظ) والله تعالى أعلم.