(أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (٣٧) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (٣٩) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى) (٤٠)
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) (١) (وَلكِنْ كَذَّبَ) بالقرآن (وَتَوَلَّى) عن الإيمان ، أو فلا صدّق ماله يعني فلا زكاه (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) يتبختر وأصله يتمطّط أي يتمدّد لأن المتبختر يمدّ خطاه فأبدلت الطاء ياء لاجتماع ثلاثة أحرف متماثلة (أَوْلى لَكَ) بمعنى ويل لك ، وهو دعاء عليه بأن يليه ما يكره (فَأَوْلى. ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) كرّر للتأكيد ، كأنه قال ويل لك فويل ، ثم ويل لك فويل (٢) ، وقيل ويل لك يوم الموت وويل لك في القبر وويل لك حين البعث وويل لك في النار.
٣٦ ـ ٤٠ ـ (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) أيحسب الكافر أن يترك مهملا لا يؤمر ولا ينهى ولا يبعث ولا يجازى (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) بالياء ابن عامر وحفص ، أي يراق المنيّ في الرّحم ، وبالتاء يعود إلى النطفة (ثُمَّ كانَ عَلَقَةً) أي صار المنيّ قطعة دم جامد بعد أربعين يوما (فَخَلَقَ فَسَوَّى) فخلق الله منه بشرا سويا (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٣) أي من المنيّ الصنفين (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) أليس الفعّال لهذه الأشياء بقادر على الإعادة ، وكان صلىاللهعليهوسلم إذا قرأها يقول : (سبحانك بلى) (٤).
__________________
(١) الآية ٣ من هذه السورة.
(٢) في (ظ) و (ز) زاد لك بعد فويل في المرتين.
(٣) في (ظ) و (ز) : (فَجَعَلَ مِنْهُ) من الإنسان (الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى).
(٤) أبو داود ، كنز العمال ٧ / ١٧٩٠٥ ، زاد في (ز) والله أعلم.