(وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (١٤٨) فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (١٥٠) أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ) (١٥٣)
الإنسان (مِنْ يَقْطِينٍ) الجمهور على أنه القرع ، وفائدته أنّ الذبّان (١) لا يجتمع عنده ، وأنه أسرع الأشجار نباتا وامتدادا وارتفاعا ، وقيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنك لتحبّ القرع ، قال : (أجل هي شجرة أخي يونس) (٢).
١٤٧ ـ (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ) المراد به القوم الذين بعث إليهم قبل الالتقام ، فتكون قد مضمرة (أَوْ يَزِيدُونَ) في مرأى الناظر ، أي إذا رآها الرائي قال هي مائة ألف أو أكثر ، وقال الزّجّاج : قال غير واحد معناه بل يزيدون ، قال ذلك الفراء وأبو عبيدة ، ونقل عن ابن عباس كذلك.
١٤٨ ـ (فَآمَنُوا) به وبما أرسل به (فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) إلى منتهى آجالهم.
١٤٩ ـ (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) معطوف على مثله في أول السورة أي على فاستفتهم أهم أشدّ خلقا ، وإن تباعدت بينهما المسافة. أمر رسوله (٣) باستفتاء قريش عن وجه إنكار البعث أولا ، ثم ساق الكلام موصولا بعضه ببعض ، ثم أمره باستفتائهم عن وجه القسمة الضيزى التي قسموها حيث جعلوا لله تعالى الإناث ولأنفسهم الذكور في قولهم الملائكة بنات الله مع كراهتهم الشديدة لهنّ ووأدهم واستنكافهم من ذكرهنّ.
١٥٠ ـ (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ) حاضرون ، تخصيص علمهم بالمشاهدة استهزاء بهم وتجهيل لهم لأنهم كما لم يعلموا ذلك مشاهدة لم يعلموه بخلق الله علمه في قلوبهم ، ولا بإخبار صادق ، ولا بطريق استدلال ونظر ، أو معناه أنهم يقولون ذلك عن طمأنينة نفس لإفراط جهلهم كأنهم شاهدوا خلقهم.
١٥١ ـ ١٥٢ ـ (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) في قولهم.
١٥٣ ـ (أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ) بفتح الهمزة للاستفهام ، وهو استفهام
__________________
(١) في (ظ) و (ز) الذباب.
(٢) قال ابن حجر : لم أجده.
(٣) في (ز) أمر رسول الله.