(إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ٢٧ نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (٢٨) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (٢٩) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (٣٠) يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) (٣١)
الظهر والعصر (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ) وبعض الليل فصلّ صلاة العشاءين (وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) تهجد (١) له هزيعا طويلا من الليل ثلثيه أو نصفه أو ثلثه.
٢٧ ـ (إِنَّ هؤُلاءِ) الكفرة (يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) يؤثرونها على الآخرة (وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ) قدّامهم أو خلف ظهورهم (يَوْماً ثَقِيلاً) شديدا لا يعبئون به ، وهو القيامة لأن شدائده تثقل على الكفار.
٢٨ ـ (نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا) أحكمنا (أَسْرَهُمْ) خلقهم ، عن ابن عباس والفرا رضي الله عنهم (٢) (وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) أي إذا شئنا إهلاكهم أهلكناهم وبدّلنا أمثالهم في الخلقة من يطيع.
٢٩ ـ ٣٠ ـ (إِنَّ هذِهِ) السورة (تَذْكِرَةٌ) عظة (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) بالتقرب إليه بالطاعة له واتباع رسوله (وَما تَشاؤُنَ) اتخاذ السبيل إلى الله. وبالياء مكي وشامي وأبو عمرو. ومحل (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) النصب على الظرف ، أي إلا وقت مشيئة الله ، وإنما يشاء الله ذلك ممن علم منه اختياره ذلك ، وقيل هو لعموم المشيئة في الطاعة والعصيان والكفر والإيمان فيكون حجة لنا على المعتزلة (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً) بما يكون منهم من الأحوال (حَكِيماً) مصيبا في الأقوال والأفعال.
٣١ ـ (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ) هم المؤمنون (فِي رَحْمَتِهِ) جنته لأنها برحمته تنال ، وهو حجة على المعتزلة لأنهم يقولون قد شاء أن يدخل كلّا في رحمته لأنه شاء إيمان الكلّ ، والله تعالى أخبر أنه يدخل من يشاء في رحمته ، وهو الذي علم منه أنه يختار الهدى (وَالظَّالِمِينَ) الكافرين لأنهم وضعوا العبادة في غير موضعها ، ونصب بفعل مضمر يفسّره (أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) نحو أوعده وكافأه (٣).
__________________
(١) في (ظ) و (ز) أي تهجد.
(٢) في (ظ) و (ز) ابن عباس رضي الله عنهما والفرا.
(٣) في (ظ) و (ز) أوعد وكافأ.