لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥)
(الْقَدْرِ) أي لم تبلغ درايتك غاية فضلها ، ثم بين له ذلك بقوله :
٣ ـ ٥ ـ (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ليس فيها ليلة القدر ، وسبب ارتقاء (١) فضلها إلى هذه الغاية ما يوجد فيها من تنزّل الملائكة والروح ، وفصل كلّ أمر حكيم.
وذكر في تخصيص هذه المدة : أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم ، فأعطوا ليلة هي خير من مدة ذلك الغازي (٢) (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) إلى السماء الدنيا أو إلى الأرض (وَالرُّوحُ) جبريل أو خلق من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا تلك الليلة ، أو الرحمة (فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) أي تنزل من أجل كلّ أمر قضاه الله لتلك السنة إلى قابل ، وعليه وقف (سَلامٌ هِيَ) ما هي إلا سلامة ، خبر ومبتدأ أي لا يقدّر الله فيها إلا السلامة والخير ، ويقضي في غيرها بلاء وسلامة ، أو ما هي إلا سلام لكثرة ما يسلّمون على المؤمنين ، قيل لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه في تلك الليلة (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) أي إلى وقت طلوع الفجر. بكسر اللام عليّ وخلف ، وقد حرم من السلام الذين كفروا (٣).
__________________
(١) في (ز) ارتفاع.
(٢) الطبري وابن أبي حاتم عن مجاهد وليس فيه وتقاصرت إليهم أعمالهم.
(٣) زاد في (ز) والله أعلم.