(وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (٥)
الجماعات السواحر اللاتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها ويرقين ، والنفث : النفخ مع ريق ، وهو دليل على بطلان قول المعتزلة في إنكار تحقق السحر وظهور أثره.
٥ ـ (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) أي إذا ظهر حسده وعمل بمقتضاه ، لأنه إذا لم يظهر فلا ضرر يعود منه على من حسده بل هو الضار لنفسه لاغتمامه بسرور غيره ، وهو الأسف على الخير عند الغير ، والاستعاذة من شرّ هذه الأشياء بعد الاستعاذة من شرّ ما خلق إشعار بأن شرّ هؤلاء أشدّ ، وختم بالحسد ليعلم أنه شرّها ، وهو أول ذنب عصي الله به في السماء من إبليس وفي الأرض من قابيل ، وإنما عرّف بعض المستعاذ منه ونكّر بعضه لأن كلّ نفاثة شريرة فلذا عرّفت النفاثات ونكّر غاسق لأن كلّ غاسق لا يكون فيه الشرّ إنما يكون في بعض دون بعض ، وكذلك كل حاسد لا يضرّ وربّ حسد يكون محمودا كالحسد في الخيرات (١).
__________________
(١) زاد في (ز) والله أعلم.