الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومن المعلوم أنّ هذا الغلوّ في تقديس الصحابة الّذي لا يختلف عن العصمة في شيء ، ويتسّع للمنافقين منهم وحتّى للمشركين ممّن أرغموا على التظاهر بالإسلام كأبي سفيان ، وولده معاوية ، والمروانيّين وغيرهم ممّن كانوا يكيدون للإسلام ويعملون لإحياء مظاهر الجاهلية التي حاربوا من أجلها نحوا من عشرين عاما أو تزيد.
هذا الغلوّ في تقديس الصحابة قد تحوّل في الفترة التي ظهرت فيها المذاهب الفقهيّة لمحاربة التشيع لأئمة أهل البيت في فقههم ، وأصولهم وجميع تعاليمهم التي تجسد الإسلام في جميع مراحله وفصوله كما ورثوه عن جدّهم أمير المؤمنين عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي سماه باب مدينة العلم في حديث رواه محدّثوا السّنة في صحاحهم جاء فيه أنّه قال :
«أنا مدينة العلم وعليّ بابها ألا ومن أراد المدينة فليأت الباب».
وكان الأئمة عليهمالسلام يقولون :
«إنّا إذا حدّثنا لا نحدّث إلّا بما يوافق كتاب الله ، وكلّ حديث ينسب إلينا لا يوافق كتاب الله ، فاطرحوه» ، كما كان الإمام الصادق يقول :
«حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث رسول الله ، وحديث رسول الله قول الله».
لم يكتف الحاكمون ، وأئمة المذاهب الذين كانوا يسيرون في ركابهم ويباركون جميع تصرّفاتهم بثوب العدالة الذي ألبسوه حتى لمنافقي الصحابة ومشركيهم حتى جعلوا لأقوالهم ، واجتهاداتهم ، نفس القداسة التي جعلها الله لأقوال رسوله وأحاديثه لا لشيء إلّا لأنّ الشيعة يقدّسون أقوال الأئمة من حيث إنّها تجسد أقوال الرسول ، وما جاء به من