عزوجل فمجّده» (١).
أقول : هكذا نجد الدعاء بعد حمد الله عزوجل في سورة الفاتحة (حيث يقول العبد : الحمد لله رب العالمين .... ثم يسأل الله الهداية).
وروى الشّريف الرّضيّ في" نهج البلاغة" عن أمير المؤمنين عليّ في كلام له عليهالسلام أنه قال :
«اعلم أنّ الّذي بيده خزائن السّماوات والأرض قد أذن لك في الدّعاء ، وتكفّل لك بالإجابة وأمرك أن تسأله ليعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، ولم يمنعك إن أسأت من التّوبة ولم يعاجلك بالنّقمة ، ولم يعيّرك بالإنابة ، (إلى أن قال عليهالسلام :) فإذا ناديته سمع نداك ، وإذا ناجيته علم نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك ، وأبثثته ذات نفسك ، وشكوت إليه همومك ، واستكشفته كروبك ، واستعنته على أمورك ، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره من زيادة الأعمار ، وصحّة الأبدان ، وسعة الأرزاق ، ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدّعاء أبواب نعمته واستمطرت شآبيب رحمته ، فلا يقنّطنّك إبطاء إجابته ، فإنّ العطيّة على قدر
__________________
(١) الأصول من الكافي ، ج ٢ ، ص ٤٨٤.