٢٩. وكتب عليهالسلام إلى بعض من أرسله ليأخذ الصدقات .... «قد جاءتكم بيّنة من رّبّكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا النّاس أشياءهم ولا تفسدوا. بقيّة الله خير لّكم إن كنتم مّؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ» إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك حتى يأتي من يقبضه منك والسلام. (١)
أقول : أخذ كلامه من قوله تعالى في سورة الأعراف (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) الأعراف : ٨٥ ، ومن قوله تعالى في سورة هود : (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) هود : ٨٥ ـ ٨٦
٣٠. وكتب عليهالسلام إلى ولده محمد رضي الله عنه «... واضمم آراء الرجال واختر أقربها إلى الصواب وأبعدها عن الارتياب» (٢).
أقول : أخذ كلامه عن معنى قوله تعالى : (.. فَبَشِّرْ عِبادِ. الَّذِينَ
__________________
(١) انظر : مستدرك نهج البلاغة ، ص ١٣٨.
(٢) راجع : مستدرك نهج البلاغة ، ص ١٥٢.