ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) (المائدة : ٧٧) وهم النّصارى. وقال عليهالسلام : «كلّ من كفر بالله فهو مغضوب عليه ، وضالّ عن سبيل الله» (١).
أقول : ذكر اليهود والنّصارى في تفسير المغضوب عليهم والضّالّين جاء من باب تعيين المصاديق وتطبيق الموارد ولا شكّ" إنّ المورد لا يخصّص الوارد".
٨ ـ وروي عن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام أنّه قال : «قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : قال الله عزوجل : قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي نصفين. فنصفها لي ونصفها لعبدي. ولعبدي ما سأل. إذا قال العبد : (" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ") ، قال جلّ جلاله : بدأ عبدي باسمي وحقّ عليّ أن أتمّم له أموره وأبارك له في أحواله. فإذا قال العبد : (" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ"). قال الله جلّ جلاله : حمدني عبدي وعلم أنّ النّعم التي له من عندي ، وأنّ البلايا الّتي دفعت عنه بطولي أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدّنيا نعم الآخرة وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا. فإذا قال (" الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ") قال الله جلّ جلاله : شهد لي عبدي أني الرّحمن الرحيم أشهدكم لأوفّرنّ من رّحمتي حظّه ولأجزلنّ من عطائي نصيبه.
__________________
(١) راجع : البرهان في تفسير القرآن ، للمحدّث البحراني ، ج ١ ، ص ٥٢.