اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) (آل عمران : ٧).
واختلف المفسّرون من المسلمين في معنى المحكم والمتشابه فاشتهر بينهم أن المحكم في القرآن ما لا يحتمل من المعنى إلا وجها واحدا ، والمتشابه ما يحتمل وجهين فصاعدا من دون ترجيح أحدهما على غيره! وغفلوا عن ذكر القرائن (المتّصلة والمنفصلة) في القرآن النافية عنه التشابه والإبهام! ونسوا أن الكتاب الذي يحتمل وجوها من المعاني المتعارضة لا يكون هاديا للناس ولا يرشدهم إلى الصواب بل يوقعهم في التيه والحيرة وذلك ينافي قوله العزيز : (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران : ١٣٨) ، وقوله تعالى : (.. كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران : ١٠٣) وأمثال هذه الآيات.
وأمّا أمير المؤمنين عليّ ع فإنه ذهب إلى أنّ المتشابه في القرآن الحكيم هو الذي يبحث عن" الغيب المحجوب" كصفات الربّ وأسرار ملكوته (جلّ وعلا) وما حجب الله تعالى عن العباد علمه (١).
__________________
(١) قال عليهالسلام عن عجز العقول عن اكتناه علمه وغيبه : «حار دون ملكوته عميقات مذاهب التفكير ، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير ، وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب ، تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول ..) (تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ، ص ١٩٨).