كأنه قد غفرها ، فاحذروا عقاب ما ستره واشكروه على هذا الستر ، ويحتمل على بعد أن يكون المعنى ستر الموت عن الخلائق بحيث يظنون أنه رفع عنهم لكثرة غفلتهم عنه. قوله : أوفوا أي أكملوا وسلموا ما طلب منكم من الاعمال لانكم تحاسبون عليها. قوله : زرع أي أنتم أو أعمالكم.
٤٠ ـ تم : في كتاب محمد بن محمد بن الاشعث باسناده أن مولانا عليا عليهالسلام قال : ما رأيت إيمانا مع يقين أشبه منه بشك على هذا الانسان ، إنه كل يوم يودع إلى القبور ، ويشيع ، وإلى غرور الدنيا يرجع ، وعن الشهوة والذنوب لا يقلع ، فلو لم يكن لابن آدم المسكين ذنب يتوكفه ولا حساب يقف عليه إلا موت يبدد شمله ويفرق جمعه ويؤتم ولده لكان ينبغي له أن يحاذر ما هو فيه بأشد النصب والتعب ، ولقد غفلنا عن الموت غفلة أقوام غير نازل بهم ، وركنا إلى الدنيا وشهواتها ركون أقوام قد أيقنوا بالمقام ، و غفلنا عن المعاصي والذنوب غفلة أقوام لا يرجون حسابا ولا يخافون عقابا.
بيان : لعل الضمير في قوله عليهالسلام : منه راجع إلى الموت المتقدم ذكره في الرواية ، أو المعلوم بقرينة المقام ، وقوله : على الانسان متعلق بقوله : أشبه ، والظاهر أنه سقط منه شئ ، والتوكف : التوقع ، أي يتوقع وينتظر عقابه.
٤١ ـ جع : قال النبي صلىاللهعليهوآله : أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت ، وأفضل العبادة ذكر الموت ، وأفضل التفكر ذكر الموت ، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة.
٤٢ ـ وقال رجل لابي ذر رحمه الله : ما لنا نكره الموت؟ قال : لانكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب ، قيل له : فكيف ترى قدومنا على الله؟ قال : أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأما المسئ فكالآبق يقدم على مولاه ، قيل : فكيف ترى حالنا عند الله؟ قال : أعرضوا أعمالكم على كتاب الله تبارك و تعالى : « إن الابرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم » قال الرجل : فأين رحمة الله؟ قال : إن رحمة الله قريب من المحسنين.
٤٣ ـ كتاب الدرة الباهرة : قيل
لاميرالمؤمنين عليهالسلام
: ما الاستعداد للموت؟