تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ، ومن كان من أهل المعصية تولى (١) قبض روحه ملائكة النقمة ، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره ، وفعلهم فعله ، وكل ما يأتونه منسوب إليه ، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت ، وفعل ملك الموت فعل الله لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء ، ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء ، وإن فعل امنائه فعله ، كما قال : «وما تشاؤن إلا أن يشاء الله». « ص ١٢٩ ـ ١٣٠ »
٢ ـ فس : (٢) أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما اسري بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا ولا شمالا مقبلا عليه ، ثبه كهيئة الحزين ، فقلت : من هذا ياجبرئيل؟! فقال : هذا ملك الموت ، مشغول في قبض الارواح ، فقلت : ادنني منه ياجبرئيل لاكلمه ، فأدناني منه فقلت له : يا ملك الموت أكل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه؟ قال : نعم ، قلت : وتحضرهم بنفسك؟ قال : نعم ، ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي ومكنني منها إلا كدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء ، وما من دار في الدنيا إلا وأدخلها في كل يوم خمس مرات ، (٣) وأقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم : لا تبكوا عليه فإن لي إليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد ، قال رسول الله : كفى بالموت طامة (٤) يا جبرئيل! فقال جبرئيل : ما بعد الموت أطم (٥) وأعظم من الموت! « ص ٣٧٠ »
٣ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله
__________________
(١) في المصدر : تولت. م.
(٢) في المطبوع « ن » وهو وهم من النساخ والصحيح « فس »أى تفسير على بن إبراهيم.
(٣) أى في أوقات الصلوات ، على ما في حديث آخر يأتى تحت رقم ٤٤ من الباب الاتى.
(٤) الطامة : الداهية تفوق ما سواها.
(٥) أى أعظم وأفقم.