الماكرين معهم ، بأن أخرجهم إلى بدر وقلل المسلمين في أعينهم حتى حملوا عليهم فقتلوا. « والله خير الماكرين » إذ لا يؤبه بمكرهم دون مكره ، وإسناد أمثال هذا إنما يحسن للمزاوجة ، ولا يجوز إطلاقها ابتداءا لما فيه من إيهام الذم. وقال في قوله : « سخر الله منهم » : جازاهم على سخريتهم.
١ ـ يد ، مع ، ن : المعاذي ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال : سألت الرضا (ع) عن قول الله عزوجل : « سخر الله منهم » وعن قوله : « الله يستهزئ بهم » وعن قوله : « ومكروا ومكر الله » وعن قوله : « يخادعون الله وهو خادعهم » فقال : إن الله عزوجل لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكنه عزوجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. « يد ص ١٥٤ ، ن ص ٧١ ـ ٧٢ »
ج : مرسلا مثله. « ص ٢٢٤ »
٢ ـ م : « يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون » قال موسى بن جعفر (ع) : لما نصب النبي (ص) عليا (ع) يوم غدير خم (١) وأمر عمر وتمام تسعة من رؤساء المهاجرين والانصار أن يبايعوه بإمرة المؤمنين ففعلوا ذلك وتواطؤوا بينهم أن يدفعوا هذا الامر عن علي عليهالسلام وأن يهلكوهما ، كان من مواطاتهم أن قال أولهم : ما اعتددت بشئ كاعتدادي بهذه البيعة ولقد رجوت أن يفسح الله بها لي في قصور الجنان ويجعلني فيها من أفضل النزال والسكان!. وقال ثانيهم : بأبي أنت وأمي يارسول الله ما وثقت بدخول الجنة والنجاة من النار إلا بهذه البيعة والله ما يسرني إن نقضتها أو نكثت بعدما اعطيت وإن لي طلاع ما بين الثرى إلى العرش لآلي رطبة وجواهر فاخرة. وقال ثالثهم : والله يارسول الله لقد صرت من الفرح بهذه البيعة ومن السرور الفسيح من الآمال في رضوان الله ما أيقنت أنه لو كانت ذنوب أهل الارض كلها علي لمحصت عني بهذه البيعة ـ وحلف على ما قال من ذلك ـ ثم تتابع بمثل هذا الاعتذار من بعدهم من الجبابرة والمتمردين ، فقال الله عزوجل لمحمد صلىاللهعليهوآله : « يخادعون الله »
__________________
(١) قال الفيروز آبادى في القاموس : غدير خم : موضعه على ثلاثة أميال من الجحفة بين الحرمين.