حتى يتفقّهوا في الحلال والحرام ».
وقال عليهالسلام : « تفقّهوا في الدين ، فإنه من لم يتفقّه منكم فهو اعرابي » (١).
وسئل عن الحكمة في قوله تعالى : « ومن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا » (٢) فقال : « إن الحكمة المعرفة والتفقّه في الدين » (٣).
والفقيه عنده العارف بالحديث ، فقال عليهالسلام : « اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنّا ، فإنّا لا نعدّ الفقيه منهم فقيها حتّى يكون محدّثا ». (٤)
إن علم الأخلاق لم يكن بدء الأمر مبوّبا ، وإنما كانت الأخلاق تلتقط من تلك الآيات الكريمة التي جاء بها الكتاب الحكيم (٥) ومن كلام سيّد الأنبياء وسيّد الأوصياء وأبنائهما الحكماء عليهم جميعا سلام الله ، وإنما ابتدأ التأليف فيه عند الشيعة في أخريات القرن الثاني من إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني وكان من أصحاب الرضا عليهالسلام وثقات الرواة وله كتاب صفة المؤمن والفاجر ، ثمّ ألّف فيه من رجال القرن الثالث أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وكان من ثقات الرواة وأبوه محمّد من أصحاب الرضا عليهالسلام
__________________
(١) بحار الأنوار : ١ / ٢١٥ / ١٩ ..
(٢) البقرة : ٢٦٩ ..
(٣) بحار الأنوار : ١ / ٢١٥ / ٢٥ ..
(٤) بحار الأنوار : ٢ / ٨٢ / ١ ..
(٥) جمعت الشيء الكثير من الآيات الأخلاقيّة وعلّقت عليها موجزا من البيان وسمّيته : القرآن تعليمه وإرشاده ..