عنهم الشيء الكثير عن الجفر الذي عندهم ، وإنّا وإن لم نعرف هذا العلم وما القصد منه إلاّ أننا نعرف من هاتيك الأحاديث التي ذكرت الجفر وأنه من مصادرهم أن هذا العلم شريف منحهم الله إيّاه ، وجاء في الكافي أحاديث كثيرة عن الجفر الذي عندهم.
وذكر بعض علماء أهل السنّة الجفر وأنه ممّا يعلمه الصادق عليهالسلام ، قال الشبلنجي في نور الأبصار ص ١٣١ : وفي حياة الحيوان الكبرى فائدة ، قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب : وكتاب الجفر كتبه الامام جعفر الصادق بن محمّد الباقر ، فيه كلّ ما يحتاجون الى علمه الى يوم القيامة ، والى هذا الجفر أشار أبو العلاء بقوله :
لقد عجبوا الآل
البيت لمّا |
|
أتاهم علمهم في
جلد جفر |
فمرآة المنجم
وهي صغري |
|
تريه كلّ عامرة
وقفر |
وقال في الفصول المهمّة : نقل بعض أهل العلم أن كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثونه بنو عبد المؤمن بن علي من كلام جعفر الصادق ، وله فيه المنقبة السنيّة ، والدرجة التي في مقام الفضل عليه.
ذكر علم الصادق عليهالسلام بالكيمياء كثير من المؤلّفين ، وأن تلميذه جابر بن حيّان الصوفي الطرطوسي أخذ عنه هذا العلم ، وألّف خمسمائة رسالة فيه في ألف ورقة ، وهي تتضمّن رسائل جعفر الصادق عليهالسلام (١).
وللقدماء والمتأخّرين من المستشرقين كلام كثير في شأن جابر وقد ذكره
__________________
(١) تاريخ ابن خلكان في أحوال الصادق : ١ / ١٠٥ ..