بالنبوّة ، وأدنى معرفة الرسول الإقرار بنبوّته وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك من الله عزّ وجلّ ، وبعده معرفة الإمام الذي تأتمّ به بنعمته وصفته واسمه ، في حال العسر واليسر ، وأدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي إلاّ درجة النبوّة ووارثه وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله والتسليم له في كلّ أمر ، والردّ إليه والأخذ بقوله.
ثمّ أنه أورد على معاوية ذكر الأئمة وأسمائهم ، ثمّ قال : يا معاوية جعلت لك أصلا في هذا فاعمل عليه ، فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال ، فلا يغرّنك قول من زعم أن الله تعالى يرى بالبصر.
ثمّ ذكر لمعاوية أعاجيب ما نسبوه من المكروه والباطل للأنبياء ولأبويه النبيّ وعليّ عليهمالسلام جميعا.
وهذا بعض ما جاء عن الصادق في استحالة الرؤية البصريّة عليه تعالى وبما سبق غنى ، كما وأن للصادق عليهالسلام كلاما في كلّ باب من أبواب التوحيد ، وفي كلّ آية من الآيات المتشابهة وما كان القصد أن نأتي بكلّ ماله من بيان في ذلك لأن بسط البحث والإتيان بكلّ شاردة وواردة له يبعدنا عن الغاية ، وبما وافيناك به كفاية.
نزّل الله تعالى الكتاب تبيانا لكلّ شيء ، وقد جمع الكتاب الطبّ كما يقولون في كلمتين وهما قوله تعالى : « كلوا واشربوا ولا تسرفوا » (١) فلا غرابة إذن لو كان العلماء بما في القرآن علماء في الطبّ أيضا ، وكان ما يظهر منهم ، من
__________________
(١) الأعراف : ٣١ ..