ومنهم ( السليمانيّة ) نسبة إلى سليمان بن جرير ، وكانوا يرون إمامة الشيخين ، ولكن يطعنون في عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، وينسبونهم إلى الكفر ، ويرون أن الامامة شورى ، وتنعقد بعقد رجلين من خيار الأمّة ، وأجازوا إمامة المفضول مع وجود الأفضل وزعموا أن الأمّة تركت الأصلح في البيعة لما بايعوا أبا بكر وعمر ، وتركوا عليّا عليهالسلام لأن عليّا كان أولى بالامامة منهما ، إلاّ أن الخطأ في بيعتهما لا يوجب كفرا ولا فسقا (١).
ومن هاهنا نستظهر أن ما ينسب إلى الزيديّة من الدعوى بأن الامامة لا تثبت في غير أولاد فاطمة إنما هو فيمن بعد زيد من القائمين بالسيف.
كما انّنا لا نعرف وجها في عدّ هاتين الفرقتين في عداد فرق الشيعة.
ومنهم ( الجاروديّة ) نسبة إلى زياد بن المنذر أبي الجارود السرحوب الأعمى الكوفي ، وقد يسمّون السرحوبيّة ، وقيل : إن السرحوب اسم شيطان أعمى يسكن البحر فسمّي أبو الجارود به ، وكان أبو الجارود من أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام ، ولمّا خرج زيد تغيّر ، وجاء عن الصادق عليهالسلام لعنه وتكذيبه وتكفيره ومعه كثير النواء وسالم بن أبي حفصة وجاء فيه أيضا أعمى البصر أعمى القلب (٢).
والجاروديّة يرون أن الناس قصّروا في طلب معرفة الامام لأنه كان
__________________
(١) الفرق بين الفرق : ص ٢٣ ، والملل على الفصل : ١ / ١٦٤ ..
(٢) انظر ترجمته في كتب الرجال ..