ومن حيث الحكم : فالركوع : موضع تعظيم الله تعالىٰ ، وتبطل الصلاة بعدم إتيانه أو بتكراره ، ولو سهواً.
وهو موضع الدعاء وطلب الحاجات ، ويعدّ غاية في الخضوع والتذلل والاستكانة.
إنّ العبد في حالة السجود يكون في تمام الذلة والخضوع لله سبحانه وتعالىٰ ، وإذا عرف العبد نفسه بالذلة والافتقار عرف ربه هو العلي الكبير المتكبر الجبار (١).
روي عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام أنّه قال : « السجود منتهىٰ العبادة من بني آدم » (٢).
وعنه عليهالسلام : « ما خسر والله قطُّ من أتىٰ بحقيقة السجود ولو كان في عمره مرة واحدة ، وما أفلح من خلا بربه في مثل ذلك الحال تشبيهاً بمخادع نفسه ، غافلاً لاهياً عما أعدّ الله تعالىٰ للساجدين من البشر العاجل ، وراحة الآجل ، ولا بَعُدَ عن الله أبدا من أحسن تقرّبه في السجود ، ولا قَرُبَ إليه أبداً من أساء أدبه وضيّع حرمته بتعليق قلبه بسواه في حال السجود.. (٣) ».
__________________
(١) فيض القدير للمناوي ٢ : ٦٨ / ١٣٤٨.
(٢) الدعوات / قطب الدين الراوندي : ٧. ومستدرك الوسائل ٤ : ٤٧٢ / ٥١٩٣ باب ١٨. وجامع أحاديث الشيعة ٥ : ٤٦٦ / ٨٣٢١.
(٣) مصباح الشريعة : ٩١ باب ٤١ في السجود ، منشورات مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ١٤٠٣ ه ط ٢.