الانصراف من الصلاة أي بعد التسليم مباشرة وقبل صدور ما ينافيها من الأقوال والأفعال ومن تعمد تأخيرها عُدَّ عاصياً. فقد روى عبدالله بن ميمون القداح عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عن الإمام علي عليهمالسلام أنّه قال : « سجدتا السهو بعد التسليم وقبل الكلام » (١).
وأما لو نسي أداءها فيجب عليه السجود متى ذكرها ـ وإن مضت أيام ، ولا يجب إعادة الصلاة ـ ، لرواية عمار بن موسىٰ الساباطي عن الإمام الصادق عليهالسلام وهو يسأل عن الرجل إذا سها في صلاة فينسىٰ أن يسجد سجدتي السهو ؟
قال عليهالسلام : « يسجدها متىٰ ذكر » (٢).
وسجدتا السهو بعد التسليم هي : أن يسجد الإنسان كسجوده في صلاته متفرّجاً معتمداً علىٰ سبعة أعظم ـ كما تبين فيما سلف ـ ومراعاة جميع ما يعتبر في سجود الصلاة من الطهارة والاستقبال والستر وغير ذلك ، ويجب الإتيان بالذكر الخاص في سجدتي السهو ، وقد اختلف العلماء في صيغة هذا الذكر لأجل اختلاف الروايات الواردة فيه والذي جاء في الرسالة العملية للسيد السيستاني هو أنْ يقول : ( باسم الله وبالله السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاته ) (٣) وإن شاء قال : ( باسم الله وبالله اللهمَّ صلِّ علىٰ محمدٍ وآل محمدٍ الطاهرين ) فهو مخيّر في القولين
__________________
(١) الاستبصار / الطوسي ١ : ٣٨٠ / ١ باب ٢٢١ سجدتا السهو بعد التسليم وقبل الكلام.
(٢) تهذيب الأحكام / الطوسي ٢ : ٣٥٢ ـ ٣٥٤ / ٥٤ باب ١٦ أحكام السهو.
(٣) منهاج الصالحين / السيد السيستاني ١ : ٢٨٦ / ٨٨١ فصل في سجود السهو.