إنّ الأوابين هم اُولئك الذين صفت نفوسهم وارتفعت إلىٰ مدارج الكمال بحيث سمت نفوسهم التقية فوق مستوىٰ المادة ، فهم علىٰ صلة مع الله عزَّ وجلّ في كلِّ حين كما هو واضح من معنىٰ الأوّاب أي الكثير الرجوع إلىٰ الله عزَّ وجلّ في كل صغيرة وكبيرة.
لذا كان من الطبيعي جداً أن يكون سجودهم له طعمه الخاص ولونه الخاص في صفته وطوله ومن هنا جاء في حديث الإمام الصادق عليهالسلام ما يؤكد علىٰ أن طول السجود من سنن الأوابين.
فقد جاء في وصيته لأبي بصير قوله عليهالسلام : « يا أبا محمد عليك بطول السجود ، فإنّ ذلك من سنن الأوابين » (١).
ومن فضل السجود عند الله عزَّ وجلّ أنه يثيب عليه حتىٰ من غلبت سيئاته حسناته فدخل النار ، وذلك بتكريم مواضع السجود لله في حياته فلا تأكلها النار ، وقد ورد في الحديث ما يؤيد ذلك ، ففي المروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « ... إنّ النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلاّ موضع السجود فيصب عليهم من ماء الجنة فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السّيل » (٢).
__________________
(١) مشكاة الأنوار / الطبرسي : ١٤٦ منشورات الأعلمي ، بيروت ١٤١١ ه ط ٣. وقريب منه باختصار في علل الشرائع ٢ : ٣٤٠ / ١ باب ٣٩.
(٢) سنن النسائي ٢ : ٢٢٩ باب موضع السجود دار الكتب العلمية ـ بيروت.