محمّد علي الغروي الاردوبادي (١).
ولو قدّر لهذا النابغة العظيم ان يمد في عمره إلى حيث تثنى له الوسادة ، ويتربّع على كرسي الرئاسة العامة لقلب اسلوب البحث في الفقه والأصول رأسا على عقب ، وتغير مجرى تأريخهما بما يعجز عن تصويره البيان ، ولعلم الناس ان في الثريا منالا للنوابغ تقرّبه البشر إلى حيث يحسون ويلمسون.
فلسفته :
تظهر براعة الشيخ الاصفهاني رحمه الله تعالى في العلوم الفلسفية من خلال مطالعة آرائه وابحاثه المختلفة ، ولا غرو في ذلك ، فقد أخذ هذه العلوم على الفيلسوف الشهير الميرزا محمّد باقر الاصطهباناتي رحمه الله تعالى ، والذي كان يعد من كبار الفلاسفة والحكماء العارفين.
قال عن ذلك الشيخ المظفر رحمه الله تعالى : لقد استبطن كل دقائق الفلسفة ، ودقق في كل مستبطناتها ، وله في كل مسألة رأي محكم ، وفي كل بحث تنقيح رائع ، وتظهر آراؤه وتحقيقاته الفلسفية على جميع آثاره وابحاثه حتى في ارجوزته مع مدح النبي المختار وآله الاطهار عليهم جميعا الصلاة والسلام ، والتي يقول فيها :
لقد تجلى مبدئ المبادي |
|
من مصدر الوجود والايجاد |
من أمره الماضي على الاشياء |
|
أو علمه الفعلي والقضائي |
__________________
(١) لقد بانت براعة الشيخ الاصفهاني رحمه الله تعالى في علميّ الفقه والأصول في حياة استاذه الآخوند الخراساني ، وفي اثناء حضور درسه ، حتى روي انه كتب اكثر هذه الحاشية ( نهاية الدراية ) آنذاك.
بل انه وبعد وفاة استاذه رحمه الله تعالى استقل بالتدريس فتوافد على درسه الكثير من فضلاء عصره فانهى عدة دورات في الفقه واصوله.