تقربوا اليه بما يرضيه. قال أبو عبيدة : يقال توسلت اليه أي تقربت اليه. وأنشد :
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل
الثاني : المحبة يقول : تحببوا الى الله. هذا قول ابن زيد ) اهـ.
وفي أسئلة نافع بن الازرق لابن عباس : أخبرني عن قوله تعالى : ( وابتغوا اليه الوسيلة ) قال : الوسيلة الحاجة.
قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟
قال : نعم ، أما سمعت عنترة وهو يقول :
ان الـرجال لهم اليك وسيلة |
|
أن يأخذوك تكحلي وتخضبي |
وفي المادة شواهد غير ما ذكر.
فالوسيلة : التقرب الى الله بأنواع القرب والطاعات ، وأعلاها اخلاص الدين له والتقرب اليه بمحبته ومحبة رسوله ومحبة دينه ومحبة من شرع حبه ، بهذا يجمع ما قاله السلف. وقولهم من اختلاف التنوع.
وتأمل قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة ) ففي تقديم الجار والمجرور ( اليه ) افادة اختصاص الوسائل بالله ، لا يشركه معه فيها أحد. كما في ( اياك نعبد واياك نستعين ).
قال العلامة الشنقيطي رحمهالله في تفسيره ٢٩٨ :
التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب اليه عامة العلماء من أنها التقرب الى الله تعالى بالاخلاص له في العبادة على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتفسير ابن عباس داخل في هذا ، لأن دعاء الله والابتهال اليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة الى نيل رضاه ورحمته.
وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهال المدعين للتصوف من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين ، وتلاعب بكتاب الله تعالى.