ضررها (١).
وما رواه ابن أبي الحديد (٢) يبطل هذا الاعتذار ، إذ لو كان مراده ذلك لبين عذره ولم يقل : لا أبقاني الله بأرض لست بها ، إذ ظاهر أن هذا كلام المقر بالجهل المعترف بالخطإ ، وإنما حذفوا التتمة (٣) ليتمكنوا من مثل هذا الاعتذار.
أشياء كثيرة وأحكام غزيرة تحير فيها وهداه غيره إلى الصواب فيها .. وهذا يدل على غاية جهله وعدم استئهاله للإمامة ، وسنورد أكثرها في أبواب علم أمير المؤمنين عليهالسلام وقضاياه في المجلد التاسع (٤) ، وبعضها في كتاب القضاء (٥) ، وكتاب الحدود (٦).
ولنورد هاهنا قليلا منها من كتب المخالفين :
فمنها : ما رواه البخاري (٧) في صحيحه ، عن أنس ، قال : كنا عند عمر ، فقال : نهانا عن التكلف.
وقال ابن حجر في شرحه (٨) : ذكر الحميدي ، عن ثابت ، عن أنس : أن
__________________
(١) في المنهاج : وخوف الضرر بالتقصير في تعظيمها ..
أقول : إن هذا الاعتذار يستلزم تجهيل وغفلة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ والعياذ بالله ـ مع قرب عهده (ص) من الجاهلية.
(٢) في شرحه على النهج ١٢ ـ ١٠٢.
(٣) في (س) : السمة.
(٤) بحار الأنوار ٤٠ ـ ١٤٩ ـ ١٥٤ و ٢٢٥ ـ ٢٣٥ ، وغيرهما.
(٥) انظر : بحار الأنوار ١٠٤ ـ ٢١٦ ـ ٢٧٣.
(٦) بحار الأنوار ١٠٤ ـ ٤٠١.
(٧) صحيح البخاري كتاب الاعتصام باب ما يكره من كثرة السؤال. وقال العلامة الأميني ـ رحمهالله ـ في الغدير ٦ ـ ١٠٠ ـ ١٠١ : هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه غير أنه سترا على جهل الخليفة بالأب حذف صدر الحديث وأخرج ذيله وتكلف بعد النهي عن التكلف ، ولا يهمه جهل الأمة عندئذ بمغزى قول عمر .. وكم وكم في صحيح البخاري من أحاديث لعبت بها يد تحريفه.
(٨) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ١٣ ـ ٢٣٠ ، بتصرف.